بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعله القرآن سراجا منيرا و جعله هدى للذي ضل السبيلا
و الصلاة و السلام على سيد الأنام محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا
أما بعد
قال تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16
إن هذا الدين دين الهدى و الفرقان يشرح الصدور للأنام يبطل الباطل و يعلي الحق أينما كان , إنها فرحة المسلم الذي ليس دونها فرحه لا تشترى بالمال ولا بالمنصب ولا بالجاه و لا بشهوة زائلة تترك الضنك في القلوب و تجلب سخط الرحمن , إن الحب الصادق لله لا يجعل للشيطان سبيل في نفس الإنسان فإن زينه له طريق الضلال جاهد نفسه و عاتبها و سارع للاستغفار و التوبة إلى الله الواحد القهار , كم من أناس نحسبهم و الله الحسيب عليهم ذو أخلاق و دين يجعلون الدين رداء أمام الناس لينالوا الثناء و الرفعة يقرءون كتاب الله ولا تخشع قلوبهم إليه .
إن الخطأ وارد من كل إنسان فتارة نرى أقواما أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و بغتة غلبت شهوتهم عليهم و أصبح الشيطان يزين لهم المنكرات , من الكبائر و العلاقات المحرمة و غيرها و إنه بلاء كبير حين الإنسان لا يصحوا من غفلته و يصبح في سبات عميق يركض وراء زينة زائلة لا تبقى و تترك قسوة في القلب و ضيقة في الصدر , ألم يأن لهم أن يعودوا إلى الله و يتوبوا لله الذي و هبهم النعم و فضلهم على كثير من الأمم , جعله الإنسان عاقلا يبصر بالحق و يرى عواقب الخيرات و بما ستترك المنكرات لكنه الكبر الذي يستمر فيه فيتجاهل الخطأ و يصد عن الصواب , يا جاعل الدين لهوا إنه العمر قد فات و القبر صندوق العمل الذي يكون جنة أو نيران , أرجع إلى صراط المستقيم الذي به الصالح لرضا الله قد فاز , قال تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً }الفرقان73.
إن التمسك بالقرآن و إتباع منهجه القويم يهدي إلى الصراط المستقيم و يرجع المذنب لله تائبا نادما على ما فرطت يداه يسمع كلام الله يبادر في التوبة هذا هو الحب الحقيقي الممزوج بخوف من الله و حبا له وابتغاء رضا و الجنة و يعوذ من سخطه و النار و جعلنا و إياكم من الصالحين و صلى الله على نبيا محمد و على آله و صحبه و سلم و آخر دعونا الحمد لله رب العالمين